اضغط على الصورة

الاثنين، 5 سبتمبر 2011

محمد الدريني أحد زعماء الشيعة في مصر بعد الإفراج عنه: لا أنكر علاقتي بمقتدى الصدر والزيديين في اليمن قال لـ «الشرق الاوسط» إنه لن يتراجع عن أفكاره


القاهرة: عبد الحفيظ سعد
أكد محمد الدريني، الأمين العام للمجلس الأعلى لآل البيت، والذي يعد أحد أقطاب الشيعة في مصر، والذي أفرج عنه الأربعاء الماضي بعد سجنه لمدة تزيد على عام وربع العام أنه وُجهت إليه اتهامات من قبل الأجهزة الأمنية أثناء احتجازه بأنه سعى للتواصل مع التيار الصدري الذي يقوده الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في العراق والزيديين الشيعة في اليمن.
وقال الدريني، 42 عاماً، لـ«الشرق الأوسط» إنه لم ينكر صلته بهذه الأطراف، وأضاف أنه لا يعتبر ذلك اتهاماً ضده، وأن اتباعه المذهب الشيعي شيء لا تجرمه القوانين المصرية، وأشار إلى أنه فوجئ بالقبض عليه في مارس (اذار) عام 2004 لأنه لم يسبق أن قبض عليه، واستغرب أكثر بعد أن أخفت جهات الأمن نبأ القبض عليه ولم تخبر أسرته إلا بعد مرور شهرين على اعتقاله.
وقال إنه واجه معاملة قاسية داخل السجن بعد أن تم إيداعه سجن الوادي الجديد، الذي يبعد عن مقر أسرته بمسافة تقدر بألف كيلومتر، وأضاف أن المسؤولين في أجهزة الأمن تعمدوا إهانته داخل السجن ومعاملته بطريقة غير جيدة ومنعت زوجته وأولاده من زيارته، وأنهم كانوا يرددون له أنهم يرغبون في تأديبه، مما أدى لإصابته بعدة أمراض في القلب وإصابات في العين تستوجب إجراء جراحات عاجلة له.
وقال الدريني إنه لن يتراجع عن أفكاره ومذهبه، ولا يجد غضاضة في اتباع المذهب الشيعي، ولا يوجد في مصر ما يحرم اتباعه للمذهب. وأشار إلى أن شيخ الأزهر الأسبق، الإمام محمود شلتوت، أقر بشرعية مذاهب الشيعة واعترف بمذهب الإمام جعفر الصادق.
وحول عدد الشيعة في مصر، قال الدريني إنه حسب تقرير الحالة الدينية للخارجية الأميركية قدر عدد الشيعة في مصر بـ750 ألف شخص، ولكن أنا أعتقد أن عدد الشيعة يفوق هذا العدد بكثير لأننا لا بد أن نضع في اعتبارنا أن هناك ما يزيد على عشرة ملايين صوفي في مصر، ويوجد بينهم ما لا يقل عن مليون يتبعون الفكر الشيعي. كما أننا لا يمكن أن نعزل فصيل الاشراف الجعفرية، وهذا بالتأكيد توجههم شيعي، وقال لكن هناك ضغوطاً إعلامية وأمنية تدفع الكثيرين إلى عدم إعلان تشيعه.
وأشار إلى أنه أثناء القبض عليه، احتجزت قوات الأمن مئات من أصحاب المذهب الشيعي في محافظات الوجه البحري والقاهرة واستمر احتجاز هؤلاء لعدة أشهر، وقال إن أجهزة الأمن كانت تنوي توجيه تهم له بإقامة تنظيم شيعي.
وحول إجراء تحقيق معه من قبل نيابة أمن الدولة عن التهم الموجهة إليه، قال الدريني لم يتم التحقيق معي من قبل النيابة ولم أمثل مرة واحدة أمامها، بل التحقيقات كانت تتم من قبل ضباط في مباحث أمن الدولة، وذلك أثناء تجديد اعتقاله بعد أن حصل على أربعة أحكام من المحكمة بالإفراج عنه ولكن وزارة الداخلية كانت تجدد حبسه.
وبسؤال الدريني عن علاقته بالشيعة في العراق ومقتدى الصدر، قال أنا لا أنفي علاقتي بالزعيم الشيعي مقتدى الصدر وأنا عندي فكر آيديولوجي ولا يمكن أن أنفي علاقتي بأحد لوقوع ضرر علي، فأنا على اتصال بالأخ مقتدى الصدر وما يجمع بيننا لا أحد ينكره.
سألناه: وهل معنى هذا انك سوف تستمر في نشاطك رغم سجنك؟
قال: أنا صاحب فكر وآيديولوجية ولن يثنيني عن فكري القبض علي أو احتجازي، وأنا تحت خدمة السادة الأشراف ولكني الآن أمر بظروف صحية تستوجب إجراء عمليتين جراحيتين حساستين; الأولى في القلب والأخرى في العين، وسوف أسعى للسفر للأردن لإجراء العملية في المستشفى الملكي هناك. وبعدها سأقرر ما أقوم به لأنني قضيت فترة عصيبة في السجن أدت إلى تدهور حالتي الصحية، مؤكداً أنه يعتقد أن الإفراج عنه جاء بعد تدهور حالته الصحية وليس بناء على طلب الأمم المتحدة الإفراج عني.
واسس الدريني قبل سبع سنوات ما أطلق عليه المجلس الأعلى لآل البيت وخاض خلافات مع نقابة الأشراف في مصر. وكان الدريني عضواً مؤسساً في الحزب العربي الناصري الاشتراكي ويؤكد أنه حاصل على دراسة من الحوزة العلمية بسورية.
يذكر أن أجهزة الأمن المصرية ألقت القبض على عدد من المتهمين بالفكر الشيعي عام 1986 ومجموعة أخرى عام 1988 ووجهت لهم تهم الاتصال بإيران.

ليست هناك تعليقات: