رسالة إلى الأحرار في العالم:
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على اشرف خلق الله محمد وآله الطاهرين، وعلى أصحابه المنتجبين ، وعلى السيدة العذراء مريم وروح الله السيد المسيح وعلى جميع الأنبياء والمرسلين(عليهم السلام).
َ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي.
وبعد:
تحية وسلام إلى جميع خلق الله تعالى الذي تجمعنا معهم نسبية الانتماء لآدم أبو البشر (ع)
كما قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءا وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾
خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ - هو نظير الخلق الذي تحدث عنه علي بن أبي طالب (ع)
(مفسر صوت ناقوس الكنائس)
( ان لم يكن أخ لك في الدين فهو نظير لك في الخلق)،
هذه النسبية هي حقيقة الإنسان العليا التي تجمعنا مع جميع خلق الله ، وأما النسبية الأخرى عائدة لأبينا إبراهيم (ع) وراجعة الى الديانات الإبراهيمية الثلاث،
فالناس جميعهم من الديانات الإبراهيمية الثلاث، حيث يعيشون في العناصر المشتركة بينهم بميراث مشترك والذي يساعد على التفاهم والإصلاح نحو بداية جديدة يتم بالحوار والابتعاد عن التطرف.
(مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ) 78 الحج
فما نراه اليوم من أزمات تحيط بالعالم وسببها التطرف الذي يوجد بكافة الديانات و الظلم الواقع على الأقباط في مصر من خطف الفتيات من قبل بعض المتطرفين الذين يدعون انتمائهم للإسلام ، حيث تضاربت الآراء في تبيان الحقائق مما يجري من اسلمة وتنصير من جانب الأقباط والمسلمين ،
وهم بهذا الفعل خرجوا عن مسار النهج التربوي الذي نهجه الله لجميع الديانات
فكوننا رجال سلام ولدينا مشروعنا الإنساني العالمي والذي من أساسيات عمل المشروع المهدوي (اتحاد خدام راية الإمام المهدي (ع) جمع شمل الفرقاء والتقارب بين الأديان
لنشر السلام والمحبة ونبذ الطائفية والعنصرية
وأيضا من أساسيات مشروعنا كشف المنظمات والأشخاص المتاجرون بدماء الأبرياء وتقديمهم إلى المحاكم الدولية بجريمة الترويع والإرهاب
تقصينا عما يجري للأقباط في مصر ولمعرفة الحقائق و التقصي في الدقائق ومعرفة الملابسات لجمع الأدلة والوثائق لجعل الصورة كاملة أمام أنظار ممن يهمهم الأمر من خلال هذه الأدلة،
فبحثت عنها في الشبكات والمواقع فتصفحت بعضا منها وتأملت عباراتها ومقارنة بالحقائق مما ينشر
وعلمت ان على الأبواب فتنة كبرى عمياء صماء دبرت بدسائس الدهاء من قبل متطرفين من بين الديانتين (المسلمة والمسيحية )
وكلما تصفحت مواقع المتطرفين كشفت لي عن وجوه عابسة وأنياب كاشرة وأرواح في أشباح النمور ومخالب النسور قد تحفزت للوثاب للانقضاض والاختلاب ،فخلبت العقول عن أفكارها ،وأخذت الأفكار دون مرماها إلى فاسد الأهواء وباطل الآراء.
ويتحتم على ضميرنا الإنساني كشف الأمور بعد الإطلاع على ما يدبره شياطين الأرض لتنبيه الطيبين على معرفة الصواب وتبصره لمواقع الارتياب تحذيرا من مزالق الاضطراب وإرشادهم إلى الفتنة الصماء لعمي التبصر والانزلاق عن جادة الحق والصواب .
***
1- التطرف من جانب المسلمين يأتي عن تنظيم القاعدة ومن بعض ممن يدعون إنهم رجال الفتوى في مصر والسعودية وأفغانستان ، و المسلمين عامة يبرؤون إلى الله من أفعالهم الدخيلة على الإسلام ، وخاصة في فعلهم من تدمير أبراج نيويورك أمريكا في 11 سبتمبر ،التي التصقت بالإسلام والإسلام من فعلهم هذا براء ، حيث إن نتيجة أفعالهم هذه ذهب ضحيتها الملايين من البشر من خلال العداء للإسلام وقيام الحروب في أفغانستان والعراق ولبنان واليمن وفلسطين والصومال ،بالإضافة الى الفتن الطائفية التي زرعوها بين الدين الواحد وبالإضافة إلى الدول المذكورة أعلاه في البحرين والسعودية ومصر ، حيث وزعوا صك الكفر على جميع عباد الله مسلمون وغير مسلمون
2- ***
التطرف من الجانب المسيحي :
أ - كلنا يعلم ان جميع الديانات منقسمة على عدة فرق وطوائف ويوجد في كل دين تطرف وادعاء الإلوهية والعبادة من دون الله سبحانه وتعالى خالق الخلق وجميع الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام) ونحن المسلمين لا نفرق بين احد منهم كما أوصانا الله في كتابه الكريم بقوله عن المؤمنين :
(...كلٌّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرّق بين أحد من رسله..)
ولكننا نرى من المتطرفين المسيح يفرقون ويسبون بعض الأنبياء ويدعون الإلوهية للسيد المسيح (ع)
وينكلون بالإسلام اشد التنكيل وتمزيق القران وحرقه في بعض الدول الغربية حتى وصلت بهم الجرأة الى سب سيد الخلق محمد (ص) ونعته بالإرهابي.
وهذا قولي لا اعني به جميع المسيحيين بل المتطرفين منهم. وهذا ما يجري بسبب متطرفي الإسلام الذين يقتلون ويذبحون باسم الجهاد وهو الإرهاب بعينه، والذي ليس له شريعة في كتب المسلمين انما جعلوه هؤلاء المتطرفين لأغراض سياسية وشخصية .
ب - النقطة الثانية التي جلبت العداء الحاصل بين الديانتين هو مشروع التنصير الذي يهدد امن واستقرار المسيحيين في جميع الدول العربية ، ولا اعتقد فيه استفادة لان الضر اكبر ،
وما هي الاستفادة من كونك تريد ان تفرض دينك او عقيدتك على الآخرين سواء كان إسلامي او مسيحي ،
قال تعالى (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي(.
اراد سبحانه وتعالى ان يعلمنا بان ليس بالإمكان فرض عقيدة ولا إرغام او أجبار في اعتناق مبدأ ، فيجب أخذ الأمر من باب العلم بالشيء لا الجهل بيه ،
فالكل يعبد الله الواحد القهار حتى عبدت الأصنام يتوجهون بها إلى الله
الواحد القهار ، يقولون لا نعبدها بل نعبد الروح التي تسكن فيها أو لتقرنا
إلى الله زلفى وأنهم أصابوا في التصديق ولكنهم اخطئوا في التصور .
وليس هذا القول والفهم يستسيغه الجميع او يفهم معانيه ،
مثل قوله تعالى
(وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم)
لأنه تسبيح ملكوتي ليس بلسان الحال والمقال .
فإذا عملنا لتدارك الأمور بإحلال السلام يجب علينا ان نغير منهجنا
في التعامل مع الآخرين وتبيان المتطرفين والبراءة من فعلهم وأقوالهم ،
وتوعية الأفراد كلا من خلال دينه .
ويجب الارتكاز على هذه النقاط المهمة:
جميعا يؤمن بان السلام هو الفكرة المثالية التي من شأنها توجيه أفعال
وطموح بني البشر في أي مكان على خارطة العالم .
والخلافات السياسية والثقافية بين بعض الأطراف هي التي تحول دون إحلال السلام.
وأن التطلع للسلام يستند على فكرة التسامح والمصالحة بين الشعوب.
والجميع يؤمن أن معظم بني البشر يرغبون بالعيش بهدوء وسكينة وان يحققوا اكبر قدر ممكن من السعادة الشخصية وإنها لا تأتي إلا من خلال السلام.
وحيث أن مصدر النزاعات هو الصدام بين رغبات وتطلعات الأشخاص من اجل تحقيق سعادتهم وأهدافهم ،
فإننا نعتقد أن الثمن الباهظ الذي يدفعه أي طرف متنازع في ظل غياب السلام من شأنه أن يساهم في تعميق الوعي والإحساس بضرورة إحلال السلام والتعايش سويا بالمحبة والوئام من خلال التقارب بين الأديان .
ونؤمن بان فكرة السلام هي فكرة عالمية ينبغي أن لا يكون لها أية ارتباطات سياسي او غرض شخصي.
هناك روابط أخرى تشترك معها جميع البشرية.
فإذا كان همه إشباع الرغبات خرج من طور الإنسانية وأصبح من البهائم.
( أولئك كالإنعام بل أظل سبيلا).
المبدأ الأساسي لتصالح الأعداء هو العيش من اجل الآخرين.
وهذا مبدأ سماوي نهجه الله تعالى
يؤثرون على أنفسهم ولو كان فيهم خصاصة
ومبدأ حب - لأخيك كما تحب لنفسك
ان الحوار بين الأديان يخلق الألفة بين رجال الدين والتعاون مع المجتمع ورجال السياسة أساسيان لعملية السلام ، وهذا من صميم عملنا الإنساني والذي نسعى إليه .
هو ان جميع الناس من الديانات الإبراهيمية الثلاث
يعيشون في العناصر المشتركة بينهم بميراث مشترك والذي يساعد على التفاهم والإصلاح نحو بداية جديدة .
(مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ) 78 الحج
وأن الدين الإسلامي الحنيف يتفق مع الكثير مما هو مطروح أعلاه لتعزيز الأمن والسلام والتآخي والمحبة بين النوع البشري وصريح القرآن الكريم وجميع الكتب السماوية تعطينا هذا المفهوم للتعايش بين الناس بمشترك هام
ورسول الله محمد(ص) أرسله الله رحمة لكل العالم حيث قال تعالى :
(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
ونرى الإمام علي عليه السلام يبين حقيقة وهي:
(الناس صِنْفَانِ إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ وَ إِمَّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ)
وهذه النظرية القرآنية العظيمة تعطي لنا مسؤولية كبيرة اتجاه جميع الديانات
إ(ِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )62 البقرة
أي إن الإيمان بالله واليوم الأخر هو المقياس الحقيقي الذي ينظر به الإسلام وهذا ما تؤمن به جميع الديانات وان كانت هناك آية تقول ان الدين عند الله الإسلام فعلينا ان نجد التعريف الحقيقي للإسلام هل هو هذا التشريع الإسلامي أم ان صريح القرآن يعتبر جميع الأنبياء من المسلمين ويكون تعريف الإسلام القرآني هو التسليم والانقياد لله رب العالمين
كما دل القرآن على هذا بقوله تعالى :
(رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )128 البقرة
(وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ) يونس84
(مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ )78 الحج
وهذه الحقيقة تبين بان كل من يتوجه بالسب أو اللاعن لأي من الديانات فانه يسب ويلعن دينه هو مهما كانت ديانته فيكون خارج عن الرحمة الإلهية
فلنعمل بوصايا الإسلام الحقيقة لجميع الديانات لا بأهواء صنعها الإنسان دون معرفة وإدراكا منه بخطورة الابتعاد وعدم التعايش مع الجنس البشري.
وفي الختام تقبلوا فائق الاحترام والتقدير
والحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صادق الموسوي
*نائب الأمين العام - تجمع السلام العالمي
*مدير القسم السياسي - تجمع العراق الجديد
* رئيس لجنة الإعداد والتنسيق للاتحاد المهدوي